ولادة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام


المولد المبارك كان يوم الجمعة الحادي عشر من شهر ذي القعدة 148 من الهجرة المحمدية الشريفة ، وقد ذكره كثيراً من العلماء و المؤرخين ، منهم : الشيخ المفيد في الإرشاد و الشبراوي في الإتحاف بحب الاشراف و الشيخ الكليني في الكافي ج1 و الكفعمي في المصباح و غيرهم الكثير ممن ذكروا تاريخ مولده عليه السلام و لا شك بانه ولد في المدينة المنورة .

الثلاثاء، 21 سبتمبر 2010

كنية الإمام الرضا عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآله الاطهار

أما كنيته ، فهي ككنية جدة أمير المؤمنين (ع) ( أبو الحسن ) ، ولهذا يعرف الإمام الرضا عليه السلام بأبي الحسن الثاني .



وأما القابه فكثيرة ، أولها وأشهرها : الرضا ، وإنما لقب بهذا اللقب لأنه كان رضا الله في سمائه ، ورضا الرسول (ص) في أرضه ، ورضا الأئمة من بعده ، بل رضيَ به المخالفون من اعدائه وضده ، كما رضي به الموافقون من أوليائه وجنده ، ولم يكن ذلك لأحد من آبائه (ع) بالنسبة إلى غير أوليائه لأنه (ع) رضيه المأمون لولاية عهده في ظاهر الأمر ، وليس الأمر ما ذكره بعض المورخين من ان الرضا لقب أطلقه المامون على عليه (ع) ، بل الصحيح أن هذا اللقب منصوص عليه من أجداده (ع) من الرسول (ص) .


ومن كناه أيضاً : الرضي ، والصابر ، والصادق ، والوفي ، والفاضل ، والضامن ، وقرة أعين المؤمنين ، وغيظ الملحدين - أو مكيدة الملحدين - ، وسراج الله ونور الهدى ، وكفو الملك ، وكافي الخلق ، وربُّ السرير ، ورب التدبير ، والصديق والمرتضى ، والراضي بالقدر والقضاء ، وينعت بغريب الغرباء ، ومعين الضعفاء ، ومعين الضعفاء والفقراء ، والمغيث ، ومغيث الشيعة والزوار في يوم الجزاء ، والإمام الرؤوف ، والسلطان علي بن موسى الرضا عليه السلام .

الاثنين، 5 أبريل 2010

كرم أخلاقه عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد و آله الاطهار

ومن ذلك ما حكاه عمه ابراهيم بن العباس قال : ما رأيت ابا الحسن الرضا (ع) جفا أحداً بكلامه قط ، ولا رأيته قطع على أحد كلامه قط حتى يفرغ منه ، ولا ردا أحداً عن حاجه قط ، ولا مد رجليه بين يدي جليس له قط ، ولا رأيته يشتم أحد من مواليه ومماليكه قط ، ولا رأيته يقهقه في ضحكه قط ، بل كان ضحكه (ع) التبسم ، وكان إذا نصب ما ئدته أجلس معه عليها ماليكه ومواليه حتى البواب والسايس ، وكان قليل النوم باليل كثير السهر يحيي لياليه بالعباده من أولها إلى الصبح .



وكان كثير الصيام ولا يفوته صيام ثلاثة في الشهر ، ويقول (ع) ذلك صوم الدهر ، وكان (ع) كثير المعروف والصدقة في السر واكثر ذلك في اليالي المظلمة ، فمن رأى مثله فلا تصدقوه .

وناهيك بها من خصال شريفه ، وخلال طريفه ، وصفات منيفة فيه (ع) وأباؤه الكرام عليهم أفضل الصلاة والسلام ، لا بد أن يكونوا أحسن الناس خَلقاً وخُلقاً ، واظهرهم فرعاً وعرقاً.

ولا ينافيه ما ورد فيه (ع) أنه أسمر اللون مع ان الأسمر هو الذي بياضه مشوب بالحمرة فيسمى عند العرب أسمر

وأن الإمام (ع) لا يظهر للناس من كل شيئ إلا ما تحتمله عقولهم ولا تنحسر عنه أنصارهم ولا تنفر منه بصائرهم .

وروي ان النبي (ص) كان يسمع أصحابه من صوته في قرآءته القرآن ما تحتمله عقولهم ، ولو أسمعهم صوته لماتوا من سماعه .

ولا شك أن نورهم واحد ، وطينتهم واحدة من ذلك النور العظيم ، قال تعالى (( ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم )) ولهذا كان الأئمة (ع) يظهرون لخواص شيعتهم الكرام على حسب الحالات التي تحتملها عقولهم في كل مقام ، فهم مظاهر الحقيقة الأحدية ، والحجة على جميع البرية ، فلا بد من ظهورهم لكل واحد بما يناسب القابلية ، وليس هذا بغريب ، ولا منهم بعجيب .

الاثنين، 15 مارس 2010

لمطالعة كتاب عيون اخبار الرضا عليه السلام

http://www.alkadhum.org/other/mktba/hadith/auon_akbar02/01.htm
قال رجاء بن أبي الضحاك (بعثني المأمون في إشخاص علي بن موسى (عليه السلام) من المدينة، وقد أمرني أن آخذ به على طريق البصرة والأهوازوفارس ولا آخذ به على طريق قم، وأمرني أن أحفظه بنفسي بالليل والنهار حتى أقدم به عليه، فكنت معه من المدينة إلى مرو، فوالله ما رأيت رجلاً كان أتقى لله تعالى منه ولا أكثر ذكراً لله في جميع أوقاته منه ولا أشدّ خوفاً لله عزّ وجل منه، وكان إذا أصبح صلى الغداة، فإذا سلم جلس في مصلاه يسبح الله ويحمده ويكبره ويهلله ويصلي على النبي (ص) حتى تطلع الشمس، ثم يسجد سجدة يبقى فيها حتى يتعالى النهار، ثم أقبل على الناس يحدثهم ويعظهم إلى قرب الزوال، ثم جدد وضوءه وعاد إلى مصلاه فإذا زالت الشمس قام فصلى ست ركعات يقرأ في الركعة الأولى الحمد وقل يا أيها الكافرون، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد، ويقرأ في الأربع في كل ركعة الحمد، وقل هو الله أحد، ويسلّم في كل ركعتين ويقنت فيهما في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة، ثم يؤذّن ويصلي ركعتين، ثم يقيم ويصلي الظهر، فإذا سلّم سبح الله وحمده وكبره وهلله ما شاء الله، ثم سجد سجدة الشكر يقول فيها مائة مرة شكراً لله، فإذا رفع رأسه قام فصلى ست ركعات يقرأ في كل ركعة الحمد وقل هو الله أحد، ويسلّم في كل ركعتين، ويقنت في ثانية كل ركعتين قبل الركوع وبعد القراءة، ثم يؤذن ثم يصلي ركعتين ويقنت في الثانية فإذا سلم قام وصلى العصر، فإذا سلم جلس في مصلاه يسبح الله ويحمده ويكبره ويهلله ما شاء الله ثم سجد سجدة يقول فيها مائة مرة حمداً لله، فإذا غابت الشمس توضأ وصلى المغرب ثلاثاً بأذان وإقامة وقنت في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة، فإذا سلم جلس في مصلاّه يسبح الله ويحمده ويكبره ويهلله ما شاء الله، ثم يسجد سجدة الشكر ثم يرفع رأسه ولم يتكلم حتى يقوم ويصلي أربع ركعات بتسليمتين ويقنت ويقنت في كل ركعتين في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة وكان يقرأ في الأولى من هذه الأربع الحمد وقل يا أيها الكافرون، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد، ويقرأ في الركعتين الباقيتين الحمد وقل هو الله، ثم يجلس بعد التسليم في التعقيب ما شاء الله، ثم يفطر ثم يلبث حتى يمضي من الليل قريب من الثلث، ثم يقوم فيصلي العشاء الآخرة أربع ركعات ويقنت في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة، فإذا سلّم جلس في مصلاه يذكر الله عزّ وجل ويسبحه ويحمده ويكبره ويهلله ما شاء الله ويسجد بعد التعقيب سجدة الشكر، ثم يأوي إلى فراشه، فإذا كان الثلث الأخير من الليل قام من فراشه بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والاستغفار فاستاك، ثم توضأ، ثم قام إلى صلاة الليل فيصلي ثمان ركعات ويسلم في كل ركعتين يقرأ في الأوليين منها في كل ركعة الحمد مرة وقل هو الله أحد ثلاثين مرة، ثم يصلي صلاة جعفر بن أبي طالب (عليه السلام) أربع ركعات يسلّم في كل ركعتين ويقنت في كل ركعتين في الثانية قبل الركوع وبعد التسبيح ويحتسب بها من صلاة الليل، ثم يقوم، فيصلي الركعتين الباقيتين يقرأ في الأولى الحمد وسورة الملك، وفي الثانية الحمد وهل أتى على الإنسان، ثم يقوم فيصلي ركعتي الشفع يقرأ في كل ركعة منهما الحمد مرة وقل هو الله أحد ثلاث مرات ويقنت في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة، فإذا سلم قام، فصلّى ركعة الوتر يتوجه فيها ويقرأ فيها الحمد مرة وقل هو الله أحد ثلاث مرات وقل أعوذ بربّ الفلق مرّة واحدة، وقل أعوذ برب الناس مرّة واحدة ويقنت فيها قبل الركوع وبعد القراءة، ويقول في قنوته: اللهم صل على محمد وآل محمد، اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولّنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، انه لا يذل من واليت، ولا يعزّ من عاديت تباركت ربّنا وتعاليت، ثم يقول: استغفر الله وأسأله التوبة سبعين مرّة، فإذا سلم جلس في التعقيب ما شاء الله، فإذا قرب من الفجر قام فصلى ركعتي الفجر يقرأ في الأولى الحمد وقل يا أيّها الكافرون، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد فإذا طلع الفجر أذن وأقام وصلى الغداة ركعتين، فإذا سلم جلس في التعقيب حتى تطلع الشمس، ثم يسجد سجدة الشكر حتى يتعالى النهار. وكانت قراءته في جميع المفروضات في الأولى الحمد وإنا انزلناه، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد إلا في صلاة الغداة والظهر والعصر يوم الجمعة، فإنه كان يقرأ فيها بالحمد وسورة الجمعة والمنافقين وكان يقرأ في صلاة العشاء الآخرة ليلة الجمعة في الأولى الحمد وسورة الجمعة، وفي الثانية الحمد وسبّح اسم ربك الأعلى، وكان يقرأ في صلاة الغداة يوم الاثنين ويوم الخميس في الأولى الحمد وهل أتى على الإنسان، وفي الثانية الحمد وهل أتاك حديث الغاشية. وكان يجهر بالقراءة في المغرب والعشاء وصلاة الليل والشفع والوتر والغداة. ويخفي القراءة في الظهر والعصر، وكان يسبّح في الأخيرتين يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ثلاث مرات، وكان قنوته في جميع صلواته: رب اغفر وأرحم وتجاوز عمّا تعلم إنك أنت الأعز الأجلّ الأكرم. وكان إذا أقام في بلدة عشرة أيام صائماً لا يفطر فإذا جنّ الليل بدأ بالصلاة قبل الإفطار. وكان في الطريق يصلي فرائضه ركعتين ركعتين إلا المغرب فإنه كان يصليها ثلاثاً ولا يدع نافلتها ولا يدع صلاة الليل والشفع والوتر وركعتي الفجر في سفر ولا حضر وكان لا يصلي من نوافل النهار في السفر شيئاً، وكان يقول بعد كل صلاة يقصرها: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ثلاثين مرة ويقول: هذا تمام الصلاة. وما رأيته صلى الضحى في سفر ولا حضر، وكان لا يصوم في السفر شيئاً، وكان يبدأ في دعائه بالصلاة على محمد وآله ويكثر من ذلك في الصلاة وغيرها، وكان يكثر بالليل في فراشه من تلاوة القرآن، فإذا مرّ بآية فيها ذكر جنة أو نار بكى، وسأل الله الجنّة وتعوذ به من النار، وكان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع صلواته بالليل والنهار، وكان إذا قرأ قل هو الله أحد قال سراً: يا أيها الكافرون، فإذا فرغ منها قال: ربي الله وديني الإسلام، وكان إذا قرأ: والتين والزيتون قال عند الفراغ منها: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين، وكان إذا قرأ لا أقسم بيوم القيامة قال عند الفراغ منها: سبحانك اللهم، وكان يقرأ في سورة الجمعة (قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة) للذين اتقوا (والله خير الرازقين) وكان إذا فرغ من الفاتحة قال: الحمد لله رب العالمين، وإذا قرأ سبح اسم ربك الأعلى، قال سراً: سبحان ربي الأعلى، وإذا قرأ يا أيّها الذين آمنوا قال: لبيك اللّهم لبيك سرّاً، وكان لا ينزل بلداً إلا قصده الناس يستفتونه في معالم دينهم فيجيبهم ويحدثهم الكثير، عن أبيه، عن آبائه، وعن علي، عن رسول الله (ص) فلما وردت به على المأمون سألني عن حاله في طريقه، فأخبرته بما شاهدته منه في ليله ونهاره وظعنه وإقامته، فقال لي: يا ابن أبي الضحاك هذا خير أهل الأرض وأعلمهم وأعبدهم فلا تخبر أحداً بما شاهدته منه لئلا يظهر فضله إلاّ على لساني، وبالله استعين على ما أقوى من الدفع منه والإساءة إليه)(1).

الهوامش

1 - عيون أخبار الرضا (عليه السلام) : ج 2 ص 180 رقم 5.

مراسم إزالة الغبار عن الضريح الشريف

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد و آله الطيبين الطاهرين

السلام على شمس الشموس وأنيس النفوس
الإمام علي بن موسى الرضا المرتضى ورحمة الله وبركاته
مراسم ازالة الغبار عن ضريح الامام الرضا (عليه السلام )






















الخميس، 11 مارس 2010

الاوضاع السياسة في عصره

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد و آله الاطهار


عاصر الامام علي بن موسى الرضا (ع) هارون الرشيد عشر سنوات ثم ابنه الأمين ثم المأمون وقد اتسمت تلك الفترة بالقسوة والظلم والإرهاب وممارسة أشر أنواع التنكيل والتعذيب بحق أبناء البيت العلوي (ع)، ولكن ذلك لم يمنع من خروج الثورات العلوية المتلاحقة ضد الحكم العباسي الظالم.

ففي عصر المأمون وحده قام خمسة أو ستة من العلويين بثورات مضادة للحكم العباسي. وكان العباسيون لا يرحمون في سبيل المحافظة على كرسي الخلافة حتى ولو كان الثائر الخارج عليهم عبَّاسياً ومن أتباعهم وأنصارهم. ولذا نراهم قد نكّلوا بأبي مسلم الخراساني وقاموا بتصفية البرامكة رغم الخدمات الكبيرة التي قدّمها هؤلاء لهم.

الأحد، 7 مارس 2010

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد و آله الاطهار

قال محمد بن طلحة الشافعي: (ممّا خصّه الله تعالى به ويشهد له بعلوّ قدره وسموّ شأنه هو أنّه لمّا جعله الخليفة المأمُون ولي عهده وأقامه خليفة من بعده كان في حاشية المأمون أناس كرهُوا ذلك وخافوا خروج الخلافة عن بني العباس وعودها إلى بني فاطمة عليهم السلام فحصل عندهم من الرضا (عليه السلام) نفور وكان عادة الرضا (عليه السلام) إذا جاء ليدخل إلى دار الخليفة المأمون ليدخل عليه يبادر من الدهليز من الحاشية إلى السلام عليه، ورفع الستر بين يديه ليدخل فلمّا حصلت لهم النفرة عنه تواصوا فيما بينهم وقالوا إذا جاء ليدخل على الخليفة اعرضوا عنه ولا يرفعون الستر له فاتّفقوا على ذلك فبينما هم قعود إذ جاء الرضا (عليه السلام) على عادته فلم يملكوا أنفسهم إذ سلّموا عليه ورفعوا الستر على ما اتّفقوا عليه وقالوا النوبة الآتية إذا جاء لا نرفعه له فلمّا كان في ذلك اليوم جاء فقاموا وسلّموا عليه ووقفوا ولم يبتدر إلى رفع الستر فأرسل الله تعالى ريحاً شديدة دخلت في السّتر رفعته أكثر ما كانوا يرفعونه فدخل فسكنت الريح فعاد الستر إلى ما كان عليه فلمّا خرج عادت الريح دخلت في الستر ورفعته حتى خرج ثم سكنت فعاد الستر فلمّا ذهب أقبل بعضهم على بعض وقالوا هل رأيتم قالوا نعم فقال بعضهم لبعض يا قوم هذا رجلّ له عند الله منزلة ولله به عناية ألم تروا أنّكم لمّا لم ترفعوا له الستر أرسل الله الريح وسخّرها له لرفع الستر كما سخّرها لسليمان فارجعوا إلى خدمته فهو خيرٌ لكم فعادوا إلى ما كانوا عليه وزادت عقيدتهم فيه